القتل العمد

القتل العمد من الجرائم المتعارف عليها في كل أنحاء العالم، حيث لا تخلو دولة من جرائم القتل المقصود، وللقتل العمد عدة أسباب وصور مختلفة من ارتكابه، وتتعامل كل بلد مع جرائم القتل بشكل مختلف ولكن لا يختلف في صرامة الموقف والحزم في اتخاذ العقوبة المناسبة تجاه المجرم، فالقتل محرم في جميع الديانات السماوية، وترفضه الدول بشتى الطرق.

ما هو القتل العمد

هو التسبب في وفاة أو سلب حياة إنسان، بصورة لا تعد شرعية التنفيذ، وغالبًا ما تتم جرائم القتل بعد النظر في التوقيت الملائم والوسيلة المناسبة لارتكاب الجريمة، وذلك لسببين إما لإبعاد الشبهات وتضليل الحكومة أو لضمان نجاح عملية القتل.

ما أسباب انتشار القتل العمد

لا شك أن القتل عن عمد يتواجد في كل بلاد العالم والدول، وتختلف أسباب ارتكاب جرائم القتل عن عمد ولكن تظل الجريمة واحدة، وتعد جريمة يحاسب عليها القانون، ولكن ما أسباب وجود القتل العمد وانتشاره، وما الذي يسبب جنون لحظة ارتكاب الجريمة

1.    تجارة الأعضاء البشرية

 واحدة من أبشع الجرائم التي تؤدي لارتكاب القتل العمد، وعلى الرغم من أن تجارة الأعضاء البشرية ليست بالسهولة التي يصورها وسائل الإعلام، إلا أنها حقيقيه وتحدث بأبشع الصور، وتجارة الأعضاء هي أحد الأسباب التي تؤدي لوجود هذا النوع من الجرائم جريمة، ففي بعض الدول يتم خطف السيدات وحقنهن بمادة معينة لتخصيب البويضات ثم نزعها منهنوتركهن ينزفن حتى الموت، وذلك لبيع بويضاتهن بأسعار ثمينة والاستفادة منها لأقصى درجة.

2.    الثأر

 وهو أحد العادات الريفية القديمة التي نشأنا نسمع عنها وعن مدى عدم تساهلهم فيما يخص الثأر، فتقتل العائلات من بعضها البعض انتقاماً لأبائهم وربما إخوانهم وما شابه من الحالات، ويتمسك الريفيون بشدة بثأرهم اعتقاداً أنه ردًا لكرامتهم وإثباتًا لقوتهم، مما يتسبب بزيادة حالات القتل عن عمد.

3.    الشرف

 منذ قديم الأزل وقضايا القتل العمد لا تخلو منها جرائم الشرف، حيث يقتل الأب أو الأخ ابنته أو شقيقته للحفاظ على شرفه، اعتقادًا أن الأنثى هي شرفهم وأي خطأ ترتكبه يمكن أن يمس شرفهم قد يتسبب في قتلها، وهي من الاعتقادات القديمة التي

لا تزال قائمة بشكل قليل مع الأسف حيث تورث العادات والتقاليد والمعتقدات للأحفاد داخل كل عائلة.

4.    الميراث

أشهر حالات القتل تكون بسبب الميراث، فقد توارثوا قديمًا عزوة الإنجاب، أي الإنجاب بكثرة، وكلما كثر العدد قل الميراث وزاد الطمع، وقد يقتل الإخوة أو الأقارب بعضهم طمعًا في الميراث.

5.    السرقة

 معظم حالات القتل تحدث عند محاولات السرقة ويكون هذا عندما يحاول شخصاً ما سرقة منزل أحدهم ويستيقظ شخصاً من أهل المنزل ليلاً، ويكون القتل في تلك الحالة ليس إلا خوفاً وتوتراً من أن يكشف الشخص وتكشف هويته.

6.    تجارة المخدرات

من المتعارف عليه أن رجال تجارة المخدرات بلا ضمير فهم يقتلون ولا يلقون بالاً وقد يتم تلفيق التهمة إلى شخص آخر، وعادةً ما تتم جرائم القتل لطمع أحدهم في الاستيلاء على الأموال والبضاعة في عمليات التبادل، حيث يقتلون بعضهم ليتفوق الأخر عليه في مجال التجارة ويصبح ذا شأن عظيم بين أقرانه.

ما حكم الإسلام فيما يخص القتل

لم يترك الإسلام نقطة موضع شك إلا وقد أجاب عنها بوضوح، كذلك أجاب الإسلام عن حرمانية القتل العمد وحدد بعض العقوبات فيما يخص درجة ارتكاب الجريمة، وعلى الرغم من أن الإسلام يبيح القتل في بعض من الحالات القليلة بحجة صحيحة ومنها:

  • يحكم على المرتد بالقتل وكذلك الزاني المحصن أي المتزوج، والجاسوس الذي يخون المسلمين وينقل إخبارهم، ومن حيث القتل العمد أجاب الإسلام بأن من يقتل عمداً يجب قتله قصاصاً، ويمكن أن لا يقتل في حالة إذا عفا عنه أهل المتوفى.
  • ·        أو قدم لهم الديه  المحددة ورضوا بها، وتلك هي الحالات التي يبيح فيها الإسلام القتل عمدًا ولا يتيح لأي إنسان قتل نفسًا إلا بالحق.

الفرق بين القتل بقصد والقتل بدون قصد

في جرائم القتل العمد لا يحكم القاضي على أي جريمة قتل بأنها قتلاً متعمداً وفقاً لما يراه فقط، فيجب أن تتوافر بعض الشروط في جريمة القتل كي يطلق عليها قتلاً عن عمد، وقد صرح أحد المحاميون مسبقاً بأن القتل العمد لا يمكن أن يسمى قتلاً عن عمد إلا إذا توافر شرطان:

  • أولاً أن يكون القاتل قد تعمد قتل الشخص الأخر عن مقصد.
  • والثاني أن يكون قد استخدم أداة يمكن أن تقتل، فلو أن المتهم قام باستخدام عصا صغيرة مثلاً أو قام باستخدام اداة لا يمكنها أن تقتل وأصاب الأخر في مقتل فلا يقع ذنب على القاتل ولا يسمى بالقتل المقصود، أما القتل المقصود فيكون عن قصد بالقتل مع استخدام أداة مناسبة يمكن أن تقتل.

عقوبات القتل بهذه الطريقة

في كل دولة يتم التعامل مع القتل العمد بشدة وحزم، ولكن تتفاوت فترات العقوبة والحكم الواقع على المتهم، حسب شدة عنف الجريمة وطريقة ارتكابها والغرض منها، إلا أن معظم جرائم القتل العمد يحكم فيها بأقصى عقوبة نظرًا لما سببه القاتل من جريمة بشعة.

 ويشير قانون العقوبات بأن جريمة القتل حكمها هو الإعدام، يشترط أن تليها أو تسبقها أو ترتبط بها أي جريمة آخرى، ويشير القانون بأن أي شخص يرتكب جرائم متعددة مترابطة فما من عقوبة يستحقها سوى أقصى عقوبة وهي الإعدام.

أسباب تزايد معدل جرائم القتل المقصود

في ظل الظروف التي نعيش بها تزداد نسب جرائم القتل العمد في جميع أنحاء العالم بشكل مستمر، مما دفع الكثيرين للتساؤول عن سبب العنف الغير مببر من الناس تجاه بعضهم البعض، وقد كان الأمر محيرًا حتى استدل البعض على عدة أسباب يمكنها أن تزيد من معدل العنف لدى الأشخاص مما يدفعهم لارتكاب الجرائم:

1.    العزلة الطويلة

 وعدم الاختلاط بالناس يمكن أن يسبب سلوكًا عدائيًا يدفع البعض للانقياد وراء انفعالاتهم والتصرف بتهور وعنف قد يؤدي إلى قتل أحدهم.

2.    الظروف الاقتصادية الصعبة

وتزايد الأسعار المستمر يؤدي إلى زيادة الضغوط النفسية والميل إلى ارتكاب جرائم العنف التي تقود إلى جرائم القتل في مرحلة متقدمة.

3.    الأمراض النفسية المتطورة

حيث أنها قد تؤدي إلى انفعالات غير متوقعة ابداً وقد تتسبب تلك النفعالات في جريمة القتل العمد.

4.    المخدرات

وهي من أخطر العقاقير على صحة الإنسان النفسية والعقلية فبمجرد البدأ في اعتقارها يفقد الإنسان وعيه وشعوره تدريجياً بما حوله ولا يعي سوى احتياجه الدائم لها وبشكل متكرر ولحوح يصعب احتماله مما يدفعه للحصول عليها بأي ثمن يمكن أن يؤدي غلى القتل إما عن طريق المساومة أو بسبب نوبة عنف ناتجة عن الحاجة إلي العقار الالذي أدمن عليه الشخص، وعادة ما يتم سجن المتعاطيين في مصحات التعافي من أجل معالجتهم.

إن القتل العمد ليس بظاهرة جديدة وإنما متزايدة وبشكل خطير، فالعالم بدأ بفقدان السيطرة وأصبح البقاء للأقوي لمن يستطيع التغلب والمحاربة، وفي ظل الأونة الأخيرة نأمل أن تنجح جهود الدول في كبح كل الأسباب المؤدية إلى ارتكاب جرائم القتل.