التخلف عن الاستدعاء للجيش

إن التخلف عن الاستدعاء للجيش هي ظاهرة منتشرة في كثير من بلدان العالم، خاصةً بمصر، نظرًا لما يحمله الجيش من أعباء يعتبرها الشباب ثقيلة، لكن الكثيرين منهم لم يدركوا أهمية الجيش داخل البلاد، حتى أن البعض من المخلصين يقومون بالتطوع لأداء الخدمة العسكرية عن رحابة صدر.

ما هو التخلف عن الاستدعاء للجيش

التخلف عن الاستدعاء للجيش هو عزوف عن تأدية الفترة الموجبة والمقررة من قبل الدولة لكل مواطن داخل الخدمة العسكرية، وتعتبرها الدولة جريمة ويعاقب عليها المرتكب بشدة، إذن الاستدعاء للجيش هو شيء إلزامي على كل شاب معافٍ من أي أمراض حسب الكشوف الطبية التي تتم قبل الدخول إلي معسكرات الجيش ومناطق التعبئة.

الهدف من التجنيد

يعتقد الكثيرون أن التجنيد الإلزامي ليس له أي داعٍ خاصةً الشباب الذين لا يرغبون بالتجنيد، ولكن التجنيد الإزامي ليس لسد حاجة الدولة لفترة معينة ومحددة من قبل الجيش، إنما خدمة الوطن واجب، وتعتبرها الدولة واجب إلزامي أكثر من أي شيء آخر، والهدف من التجنيد، هو تعليم الشباب وتجهيزهم في حالة اضطرار الدلة لدخول حرب ما.

ولذلك يجب على كل شاب أن يكون مستعدًا ومهيأ بما يكفي حتى يدافع عن وطنه بكل شغف وشرف، ويعتبر هذا السبب من الأسباب الرئيسية ويكاد يكون أهم أسباب التجنيد الإلزامي، إذ يتعمد القادة تضيق الحال والحلول على الجنود حتى يكونوا مستعديين للتصرف في كل الأحوال مهما ساءت الظروف.

عقوبة التخلف عن الاستدعاء للجيش

الخدمة العسكرية بالجيش هي خدمة إلزامية وتتراوح مدتها من سنة إلى سنتين أو ثلاث اعتمادًا على ما تحدده الدولة لكل شخص وفق معايير محددة، ويعتبر التخلف عن الاستدعاء للخدمة العسكرية جريمة وفقًا للمادة 48 من القانون 127، ويتم معاقبة المتخلفين عن الاستدعاء سواء استدعاء الخدمة أو الفحص ما قبل التوجه إلي مناطق التعبئة متى ما تجاوز سنه الثلاثين عامًا بغرامة لا تقل عن ثلاث آلاف جنيهاً دونًا عن فترة الحبس التي قد يحكم بها القضاء، وقد تزيد الغرامة إلى ما يقارب العشرة آلاف جنيهات ولا يمكن أن تزيد عن هذا، وفي بعض الأحوال يمكن أن يحكم القضاء بإحدى هذه العقوبات.

ما هو الفرق بين التخلف والهروب والغياب عن الاستدعاء للجيش

الهروب هو خروج من وضع يكون فيه الشخص تحت تصرف القوات المسلحة ويُقصد به التخلص من الخدمة العسكرية، وتنص المادة 154 أن أي شخص يخضع لقانون الهروب من الخدمة العسكرية وقت خدمته الميدانيه ويقصد بها حالة الحرب، يمكن أن يعاقب على جنحته بالإعدام أو يمكن تخفيف العقوبة قليلاً.

التخلف هو أن يقوم الشخص عن التخلف عن الاستدعاء للجيش، ولا يمكن أن يطالب من تجاوز الثلاثين بتأدية خدمته العسكرية، ولكن يمكن أن يعاقب بمدة حبس لا تقل عن السنتين كذلك تبلغ الغرامة التي من الممكن أن يدفعها الشخص ما يصل للعشرة آلاف جنيهاً، ويمكن أن تطبق العقوبتين أو إحداهما.

الغياب هو التغيب عن الوحدة التابع لها المجند أو منطقة التعبئة، ويحدث ذلك عادة حينما يذهب الجنود إلى إجازة مصرح بها ولا يعودون بعد انتهاء المدة المحددة لهم، ويكون العقاب على التغيب عن معاد الرجوع الأصلي بالحبس عدد من الأيام، أو غرامة حسب ما يقرره قائد الكتيبة التابع لها الجندي، وإذا طال الغياب لفترة طويلة فهو يعتبر هروب من الخدمة العسكرية ويُحاسب الجندي عليه بقانون الهروب عن الخدمة العسكرية، ويعتمد الأمر على طول المدة، فإذا كانت المدة قصيرة فيعتبر غياب، أما إذا طالت فيعد هروب.

إجراءات التخلف عن الاستدعاء للجيش

ينص قانون التجنيد بأن سن التخلف عن الاستدعاء للجيش هو سن الثلاثين، وقد أقر الاختصاصيون بالقضاء العسكري وفق المادة 48 لسنة 127 بأن يعاقب كل من تخلف عن تأدية الخدمة العسكرية أو الفحص السابق لها، وهناك بعض الاجراءات يجب أن تتم لمن تجاوز الثلاثين بالفعل وقد تخلف عن خدمته العسكرية

ومن هذه الإجراءات:

  • الذهاب إلى المنطقة الخاصة بالتجنيد في الصباح الباكر
  • ثم التوجه إلى إنهاء التعاملات لتخلف التجنيد ويوجد المكان بداخل منطقة التجنيد.
  • شراء الملف الخاص بتخلف التجنيد.
  • بداخل الملف يوجد ورقة جند صفراء اللون ونموذج ورقتين للتحقيق وإيصال استلام المستندات.
  • يتم ملئ الورقة الصفراء وإعطاء الموظف صورة البطاقة وإيصال الاستلام.
  • ومن ثم يعطيك الموظف إيصال الاستلام بعد أن قام بختمه ويطلب منك القدوم بعد ما يقارب الأسبوع.
  • يقوم الشخص بالسؤال أولاً للموظفين باستخدام الإيصال.
  • ويتم بعدها تسليم صحيفة الحالة الجنائية، ونسختين إضافيتين منها، ونسختين للبطاقة الشخصية، ومن ثم وضعهم بالملف مع الورقة الصفراء والذهاب إلى مكتب الأمن ليتم ختم الورقة التي سيسلمها لك الموظف وتعرف بورقة التحريات.
  • بعد الانتهاء من الإجراءات الورقية يتوجه الشخص إلى مكتب التحقيقات ويتم التحقيق معه عن سبب التخلف عن الاستدعاء للجيش.
  • وبعد التحقيق يقوم المكتب بتسليمه نموذج يحتوي إعلان الجلسة ويطالب بالذهاب إلى المحكمة العسكرية بعد ما يقارب الأسبوع.
  • ويتم تحديد يوم الجلسة ويوقع صاحب الشأن بالإعلام عن يوم الجلسة.
  • وفي يوم الجلسة يذهب في الصباح الباكر ويتم إعلان أسماء الحاضرين والمطلوبين للجلسة فور وصول القاضي، وعند سماع الاسم الخاص بصاحب القضية يقوم بالتوجه إلى المنصة ويسأله القاضي عن سبب التخلف.
  • وبعد الانتهاء من التحقيق مع الجميع ينطق القاضي بالحكم الخاص بكل شخص قد تخلف من الاستدعاء للجيش، وعلى من يذهب للحضور أن يأخذ معه متوسط خمسة آلاف جنيها لدفع الغرامة الخاصة التي تخص التخلف عن الاستدعاء للجيش بالتوجه إلى الخزينة
  • وبعد الدفع بما يقارب الاسبوعين يتم استخراج صورة بالحكم الواقع على الشخص واستخراج شهادة انهاء الموقف العسكري -التخلف عن الاستدعاء العسكري-.

أسباب التخلف عن الاستدعاء العسكري

من أسباب التخلف عن الاستدعاء العسكري الذي يجبر البعض على إتخاذه، رغم العقوبات والغرامات تكون أولًا بسبب الخوف من المسؤولية والارتباط لمدة سنتين قد تزيد إلى ثلاث بأداء الخدمة الإلزامية، مما يعتبره البعض تعطيل للحياة وخصوصًا الشباب العامل، حيث يعول الكثير من الشباب أسرهم.

ولذلك السبب يتهرب البعض بسبب إلتزامه بالإنفاق، ويتهرب آخرون بسبب حاجتهم إلى العمل وكسب المال، وتعود هذه الأسباب إلي سوء الحالة الاقتصادية بشكل عام، ورغبة معظم الشباب في الإقبال على الزواج تجعلهم أكثر تعجلاً فيما يخص لقمة العيش وكسب الأموال، لأن مصاريف الزواج خصوصًا بالشرق الأوسط تعد من أكثر الأمور المكلفة على الإطلاق.

ويرجع السبب إلى ما يتم إلزام الشباب به، ولذلك يقوم الشباب بالتخلف عن الاستدعاء العسكري لتسريع عملية كسب الأموال والزواج بأسرع وقت.

إن التخلف عن الاستدعاء للجيش ما هو إلا خسارة شخصية، فعلى الرغم من صعوبة فترة التدريب الإلزامية إلا أنها تؤتي ثمارها في النهاية، ويصبح بعدها الشباب قادرين على التعامل مع شتى المشكلات والتصرف بسرعة بديهية وذكاء حاد، كما أنها تنمي المواهب العملية، حيث يضعهم الجيش بظروف قاسية، تجعلهم يصنعون بعض الأدوات بأنفسهم ويكونون قادرين على التعايش مهما بلغ بهم الحال من عدم تواجد الإمكانيات حولهم، كما أن الخدمة الإلزامية هي واجب وطني وديني وإلزامي على كل مواطن ينتمي للبلاد.